قال:
أنت بعيد كأنك ماء السماء
قلت:
إني قريب كأني قطر الندى
وما خطاك؟
أني أحدق في المدينة كي أراك
فلا أراك
وأمر ما بين المسالك والمهالك
حيث لا يم يلم شتات أشرعتي
ولا أفق يضم نثار أجنحتي
وبين أصابعي تتعانق الطرقات
والأوقات، ويرتمي ظلي أمامي
همهم: تكلم كلاما خفيا
لنا مطر واحدٌ
كلما بلل ناصيتي بللك
كلانا تغشته حمى الرمال
فلم يدر أي رياح تلقى
وأي طريق سلك
سادر: تائه، متحير
العروة: الممسك/المقبض
استشاط: انفعل/ اشتد غضبه
ما الذي خدر الحلم في صحو عينيك
ما دمت تنهل صفو الينابيع
شق بنعليك ماء البرَك
بيننا قدح صامت
كيف أعبر هذا الفضاء السحيق
لكي أملأه
السغب: الجوع
وأفقت من تعب القرى
فإذا المدبنة شارع قفر ونافذة تطل على السماء
اختر هواك على هواك عساك
أن تلقى هناك إلى الطريق طريقا
قيظ: حر
وترمي نحو آفاق من الرؤيا
خطى مغلولةً وهوى طليقا
طعامه ورق
منامه أرق
بين عينيّ وبين السبت طقس ومدينة
خدرٌ ينساب من ثدي السفينة
صمتي لغة شاهقة
مقيم على شغف الزوبعة
له جانحان، ولي أربعة
يخامرني وجهه كل يوم
فألغي مكاني وأمضي معه
وأغمد في رئتيه السؤال
فيرفع عن شفتي إصبعه
للقصيدة بحر طويل
وليل طويل
ودهر طويل
وجهك منتجع للغات
يوشك الماء أن يتخثر في رئة النهر
يأبى دمي أن يستريح
تشده امرأة وريح
أسرجتها بالحلم والشهوات
والصبر الجميل
غادر نعليه مرتحلا في عيون المدينة
طاف بداخلها ألف عام
هوى فوق قارعة الصمت
مات موت التراب
وارتدى جبلا
وحذاءً من النار
تسربل: لبس/تحلى بـ
تماثل للعشق
تساقط من حوله الليل
يعبّ: يشرب
رأى بلدًا من ضباب
وصحراء طاعنة في السراب
يستنبئون الريح عن زمن اللقاح
هل أزهر الجرح القديم على مصابيح الشتاء؟
ألا قمرًا يحمرُّ في غرة الدجى
ويهمي على الصحراء غيثًا وأنجما
الرياح مواتية للسفر
والمدى غربةٌ ومطَر
مُطرنا بوجهك فليكن الصبح موعدنا للغناء
في الريح من تعب الراحلين بقايا
تفوحين من حمى شبابي قصيدة
أشاطرها لوني وشكل أناملي
وألقي على أفراحها رونق الضحى
لغة طعنت في الغناء طويلا
وعادت على القلب مثخنةً بالغناء
صباح الخير
صباحا خافقًا بالمن والسلوى
وبالأطفال والحلوى
وأظل طيرًا يعتريه الرقص أو كفًا بلا حناء .. وجهًا من صباحات المطر
أجهشت باللحن اللذيذ
يا أيها الشجر البدائي ابتكر للطير أغصانا وللأطفال فاكهة
في قرية مأهولة بسواد الجوع
الجوع ران على الأرض ..
أنثر الطلع على عري الثرى
وأحيل الرمل فجرا أمردا
كيف أقرأ هذي الوجوه
وفي لغتي حجر جاهلي
أيها النازلون فؤادي
هل صار نورًا دمي؟
ظاهر الماء ملح وباطنه من زبد
قل لها:
أنت حل بهذا البلد
أن حل لهذا الولَد
كم هي الساعة الآن يا قائمًا للصلاة
قل تشير إلى نفسها ..
وأبعث مع كل ريح بقاياي
يحرق العشق وجهي
أثمل من نكهة النار
قرأت مدامعها صفحة صفحة
كم تبقى من الليل؟ كم
سنة.. سنتان
كم تبقى من العمر؟ كم
ساعة.. ساعتان
طريق المجرة يبدأ من داخلي
أجيء إليك
مللت حياد الظروف
مللت الوقوف
أجيء جراحا
أجيء صباحا
أجيء رياحا
تطوف
أشق إليك
هموم الحصاد
وخوف السنابل
أشق إليك
جوع المناجل
أزف إليك
تهاني الفصول
غناء الحقول
وشوق القواقل
أجيء إليك
في خطواتي سواحل
أسائل عنك المواني، البحار
أفتش عنك قلوب المحار
عرفت بأنك عاصفة
تخزنين الرعود
وللحب واجهة من مرايا
وللرمل ذاكرة من ضباب
أنا فرح الدمع في مقلتيك
وأنت الشباب
وأنت السراب
وأنت العذاب
وأنت أنا
بيننا النهر يركض
بين الهوى والخناجر
بين الأصابع والنار
تشتعلين صباح مساء
تدخل الآن قلب المتاهة
ندخل دور النقاهة
وريح محملة بالضجيج
تدير نجوم المجرة حول ضفاف الخليج
وجوه لها قسمات المحبين
ينجاب من حولها الغيم
والليل والأقنعة
وبحرًا من الظمأ المتوهج
نحسو بقاياه
حينما يصدر عنا الرعاء
رسم الشوق على أهدابه
لغة عليا ، وعمرًا مستحيلا
حين يصحو الحب في عينيك
دفئًا وظلالا
وصباحًا حائرًا
يلقي على الكون سؤالا:
كريم يا نوّ بروقه تلالا
نو ورا نو ، وبرق ورا برق
قالوا: كما مبسم "هيا" قلت: لا لا
بين البروق وبين مبسم هيا فرق
ويفترس الجدري ملامح عشقي
ويمسخ لوني
أيا دار عبلة..
يا ألمًا مبهما
ويا حلما يستقر على قمة الجرح
واللحظة العاثرة
ها أنا أنقع أوردتي في جراح الليالي
فيه من رائحة الفردوس أسرار مضيئة
ومصابيح جريئة
ساقها الحوري
يا شيئا مهيبا
حار بين الماء والصرح الممرد
يمتاح: يغرف/ينهل
اسكبي في يدي لغة الرمل
ارتجلي الغيمة المقبلة
انطلقت من الساعة المقفلة
ماذا تريدين؟ لن أهديك راياتي
ولن أمد على كفيك واحاتي
أغرك الحلم في عينيّ، مشتعل
لن تعبريه فهذا بعض آياتي
ولن تزيلي بقايا الرمل عن كتفي
ولا عبير الخزامى من عباءاتي
هذي الشقوق التي تختال في قدمي
قصائد صاغها نبض المسافات
يا مُوقد القنديل نبض فؤاده
احذر فؤادك واحذر القنديلا
وفررت من لفح العواصف حينما
طال الرحيل ومات صوت الحادي
يغامر في شفتيك الرحيق
ويطفو على الماء صوت الغريق
ويخلو الطريق
وخلّفتَ شعبًا ساده الهم والأسى
كأن المنايا من أمانيه تسخرُ
يخضل: يندى ويبتل
نقول كلاما يرًا
عن الحب والموت واللحظة الهاربة
رنّق: تحير/انكسر طرفه/ قارب الغروب
ماضيك في كل القلوب عقيدة
وهواك روحانية وتصوّفُ
دالية: عنقود العنب
ينخع: يصيب نخاعه، يبالغ في ذبحه
في لحظات التألق
حين يجن الرباب
ويرتفع السحر عن أرض بابل
تلفع: تغطى ، اشتمل
انداح: تدلى للأسفل
وسرت ترد فلول الشعاع
فعاد الشعاع وأنت اختفيت
فيرتسم التعجب في خطاه
وتضحك في محيّاه البلادة
ليلقي في مسامعنا قصيدا
وشعرا قيل في عام الرمادة
مللنا الشعر كيرًا للحدادة
مللنا الشعر مسلوب الإرادة
وغامت في جوانحنا الأماني
ولاح على مفاتنها شحوبُ
وكنت ربيعًا لوهم الزهور
يضم اللهيب ولا يحترق
توًّا: الآن، في الحال
قد نحضن الفجر أو نحظى بقبلته
وقد تجف على أفواهنا القُبَلُ
وجهك الصخري يبدو في الزوايا كالحٌ
عبثت فيه الخطايا ، شوّهته الأدخنة
وإن الليالي تمر علينا غضاب
وتحثو علينا التراب
هنا أقتل الشعر عند الغروب
وأبعثه حين يأتي السحَر
أحبك رغم جفاف الدروب
ورغم الخطوب ..
انثال: انهال/ تساقط
وجنّةٌ من ظلال يستجير بها
مهاجرون.. بأرض الغربة احترقوا
لا لون للفجر إن لم تشرقا معه
سحرًا تضج به الساحات والطُّرُقُ
تقول عيناك: أشواق الربيع دمى
ممسوخة، وأحاديث الهوى ورَقُ
فيك إصرارٌ وفينا كبرياء
فافعلي ما شئت نفعل ما نشاء
لن تظلي ذلك الحلم الذي
يزرع الأشواق في روض الفضاء
قد أرقنا الماء من كاساتنا
وصددنا عنه أكبادًا ظِماء
الحب في الصحراء
حكاية تطول
وقصة كثيرة الفصول
القصيدة
إما قبضت على جمرها
وأذبت الجوارح في خمرها
فهي شهد على حد موس
أبحرت.. تهوي إلى الأعماق قافيتي
ويرتقي في حبال الريح تسبيحي
ما جردت مقلتاها غير سيف دمي
وما على ثغرها إلا تباريحي
قصائدي أينما ينتابني قلقي
ومنزلي أينما ألقي مفاتيحي
وغسلت وجهي في بياض حيائها
وقرأت وردي قرب غار حرائها
أقرع ريحا مضرجةً بالسواحل
أنتهك الشرفات البعيدة
أسميك فاتحة الغيث
أم هاجس الصحو؟
أسميك قارئة الرمل
عرافة العشق
أبحث عنك لأجدك
أجدك لأبحث عنك
يا ظلا نابتا على شرفات زمن مغلق
يتهدج: يتردد بارتعاش